وظننتُ أنَّكَ
13-11-2025
9
وظننتُ أنَّكَ
بقلم: الاديبة والشاعرة وفاء عبد الرزاق
ذاتَ مساءٍ،،
المهدُ الذي كان يباغتُني بأغنيةِ السَّكينةِ ، حلَّ ضيفًا واهنَ الَّلحنِ،
كان ساحرَ الصَّوتِ، مسكونةً أنغامُهُ بصبايْ.
مُذْ غادرتُهُ أوصدَ الأملُ أبوابَه،لكنَّه جنونُ نهبٍ ومطارقٍ،
والطَّريقُ لا يدري أنَّ الشِّغافَ تلوكُ ذاتَها اعتصامًا من الجوعِ ، والماءُ في الماءِ غريقٌ وغريبْ.
كثيرةٌ ثمالةُ نصف الَّليلِ
يستحمُّ بيَ عطرُها , تلثمُ وشاحيَ راغبةً بطرقةٍ أليفةٍ تغمرُني؛ أعيدُ بها تنهيدَ مخاض الحسراتْ.
وظننتُكَ أنتَ اليوم،
وقت ارتديتُ أثوابي بأسفارها؛ تركتُ البابَ مفتوحًا؛ دخلَ الخطُّ المائلُ ،أطفالٌ شربتْ أرياقَهم الزَّواحفُ،
قفرٌ تغلغلَ في مساماتِ الخشبِ العتيقِ،وغلوٌّ على هواهُ يصنِّفُ التهامي.
وظننتُكَ تعرفُ حينَ أحنيتُ عوديَ سجودًا؛رجوتُ اللهَ ألَّا يلوِّثَكَ الهزالُ، ألَّا يخنقَكَ إثمُهم المؤدلج بالدِّماءْ.
وظنَنتُ بنصفِكَ، لستَ النِّصفَ ؛ ظننتُ بكلِّكَ يا بعدَ كلِّي، خمسٌ وأربعونَ خلَتْ ،ولمْ يتحرَّكْ سكونُكَ المُستباحْ.
رغمَ المكابدةِ مازلتُ أخادعُ ظنِّي ، ولو بتوهُّمٍ منِّي ومنكَ؛ أن نفتحَ رئاتِ "الفواختِ"ونُطلقَ الأزغبَ للنشورْ.
الفواخت: جمع " فاخت" وهي نوع من أنواع الحمام له هديل حزين ، وحين يمشي تمايلاً يباعد بين جناحيه .
الاديبة والشاعرة وفاء عبد الرزاق